السكانر الفاضح
تناقلت وسائل الإعلام مؤخرا قرار إدارة أمن المواصلات الأمريكية حسب بيانات رسمية أصدرتها وزارة الخارجية الأمريكية، أن الدول الراعية للإرهاب هي: إيران، سوريا، السودان، وكوبا، وأن الدول محل الاهتمام هي: السعودية، أفغانستان، الجزائر، العراق، لبنان، ليبيا، نيجيريا، اليمن، الصومال، وباكستان ،وكشفت هذه الإدارة أن المسافرين القادمين من هذه الدول الـ 14 سوف يمارس بحقهم التفتيش الاحترازي المكثف الذي يتضمن مرورهم عبر أجهزة إشعاعية تظهر الأجسام عارية بالإضافة إلى التفتيش اليدوي الشخصي.
كما أعلنت الإدارة الأمريكية أن هذا القرار سوف يطبق مع العام الميلادي 2010م ، ولنا أن نتخيل الأعداد الهائلة من أبنائنا وبناتنا الطلبة الذين قد يمارس في حقهم هذا الإذلال، وهم عائدون إلى أمريكا بعد قضائهم إجازة (رأس السنة) في أرض الوطن، ولنا أن نتخيل الإحراج الذي قد يمارس عليهم دون ذنب اقترفوه، فأجسادهم قد تستباح وكرامتهم قد تهدر وهم يتعرضون لتلك الأجهزة الإشعاعية التي تظهر الأجساد عارية، ولنا أن نتخيل حالة بناتنا وهم يستعطفون رجال الأمن لعدم تعرضيهن لتلك الأجهزة الفاضحة ، أو للتفتيش اليدوي المتشدد الذي قد يصل لهدر كرامة إنسانيتنا، ولكم أن تتخيلوا بناتنا وأبناءنا وهم يمنعون من حمل أغراضهم الشخصية ، ففي حين يفسح لهم بحمل حقائب صغيرة يجرى عليها هي الأخرى التفتيش التعسفي، يفسح لغيرهم من المسافرين بحمل ما اعتادوا حمله في مثل هذه الرحلات التي قد تستغرق ساعات طويلة، وقد تتوقف في دول عدة.
كما لا يخفى علينا ما قد نتعرض له من نظرات الريبة والخوف من بقية المسافرين جراء تطبيق هذه الإجراءات علينا دون غيرنا، وبالإضافة إلى بعض الشكوك التي تثار حول الأضرار الصحية الناتجة عن هذه الأجهزة، ثم لا أستبعد أن يحرم بعض علمائنا السفر إلى أمريكا، والدول التي تلزم المسافرين المرور عبر هذه الأجهزة، فمن ناحية نحن نحرم الكشف عن عورات النساء والرجال، ومن ناحية أخرى قد يستخدم ضعاف النفوس من العاملين على هذه الأجهزة هذه الصور الإباحية كعنصر ابتزاز .
إن اعتماد استخدام هذه الأجهزة – السكانر الفاضح - هو انتهاك لحقوق الإنسان، والغريب أنه من الدولة التي تتباهى بتعدد ثقافتها وحمايتها لحقوق الإنسان، والتي تعلن جامعاتها الأهلية ليل نهار عن رغبتها في استقبال طلابنا وطالباتنا المبتعثين رغبة في ضمان زيادة أرباحها، وللعلم هذه الأجهزة لم تعتمد في أمريكا فقط. بل في عدد كبير من الدول الأوروبية، بمعنى آخر ستكون في انتظار كل مسافر سوف يتوجه إليها.
قد يأتي من يقول إن من حقهم السعي لحماية أمنهم وسلامة مواطنيهم، ونحن حينما نؤيد هذا الحق نطالبهم في المقابل باحترام ديننا، ثقافتنا وحقوقنا، ونطالبهم بإجراء دراسات مكثفة للبحث عن وسائل بديلة تحفظ أمنهم وفي الوقت نفسه تراعي كرامة وثقافة الإنسان، ويا ليتها تضع هي وغيرها من الدول الأوروبية التي ستعتمد هذه الأجهزة الفاضحة قيمة المملكة العربية السعودية في حسبانها وثقلها الاقتصادي والسياسي والإسلامي المؤثر عالميا بطبيعة الحال.
إن هذا القرار التعسفي العنصري في رأي الباحث والأكاديمي الأمني السعودي "سلطان العنقري" (ابتزاز سياسي لمواقف السعودية المناوئة لإسرائيل، وعقاب جماعي للشعب السعودي الذي يعتبر ضحية لأشخاص متخلفين خارجين عن الدين وخارجين عن القانون)، وهو أمر لا يستبعد من دولة ما فتئت تعلن تأييدها المطلق وغير المشروط للكيان الصهيوني .
على أية حال أحمد المولى ـ سبحانه ـ أن سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن بدأت تحركات عاجلة للاستفسار حول هذا القرار الأمريكي، هذا ما أكده رئيس الدائرة الإعلامية في وزارة الخارجية السعودية أسامة نقلي، إذ قال "نتابع هذا الموضوع مع سفارة المملكة في
|