فكر و ذكر
في هذا القسم نقرأ عن التفسيرات العلمية للكثير من الأمور الدينية التي كان معناها غامضاً..
دروس في الشريعة
الدرس الأول: ما هو العرفان؟

کلنا نتعرف علی الأشیاء عن طریق الحواس الخمسة ومن هنا جاء العلم لأننا تعرّفنا علی العلل والأسباب عن طریق حواسنا الخمسة، ولکن هذا العلم یحتاج إلی تجدید من فترة لأخری لأن احتمال الخطأ موجود ولا مکان للجزم فیه.
العرفان هو الوصول إلی المعرفة (لیس العلم) دون اللجوء إلی الحواس الخمسة والذي یسمى في عالم العرفان بالإشراق أو درس الحقیقة والفرق هو أن هذا العرفان لا یأتي بالتعلیم بل یحدث بعد أن تتبع تعالیم خاصة للتعرف علی الحواس التي لم تتعرف علیها من قبل.
العرفان هو کالفن، یعني یمکن لملایین النّاس أن یتعلموا العزف علی آلات موسیقیة أو الرسم ولکن من کلّ هؤلاء واحد منهم یصبح بیتهوفن أو بیکاسو... السؤال هو هل یمکن أن نسلك طریق العرفان ولا نصل للمعرفة؟ الجواب هو نعم..... لأن هذا الطریق یحتاج إلی صبر ومثابرة کبیرة.
جلال الدین الرومي یقول: إذا لم تستطع أن تحصل علی کلّ البحر یکفي أن تتذوق قطرة منه....
العرفان مثل الذهاب للمدرسة یعني یجب أن تدخل مراحلها من الصف الأول وتستمر إلی المتوسطة والإعدادیة ومن ثمّ الجامعة، ولا یمکنك أن تکون في الإبتدائیة وتأخذ دروس جامعیة وحتی لوأخذتها لن تستطیع أن تستوعبها لأنك لن تصل إلی الدرك الحقیقي إلا إذا أکملت المراحل کلها. والعکس صحیح إذا دخلت هذه المدرسة لا یمکنك أن تترکها لأنك حتی إذا ترکتها لا تستطیع أن ترجع وتکون نفس الشخص الذی کنت علیه من قبل لأنك تتحول من الجذور.
إذن دخول هذه المدرسة هو تحدي لنفسك وللعالم وإذا رأیت نفسك لا تستطیع أن تحمل هذه الأمانة... لا تدخلها.
ما هوالفرق بین العرفان والتصوف؟
العرفان في الإسلام هو التصوف بمعنی أن العارفین في المسیحیة أوالیهودیة هم لیسوا صوفیین.
منذ بدء الإسلام کان النبيّ محمّد (ص) یعطي دروس لنخبة خاصة من المسلمین الذین کانوا یختلفون عن عامة المسلمین وهذه الدروس کانت الخطوات الأولی للعرفان أو مدرسة الصوفیة.
من أهم أصول التصوف في الإسلام هي أن یکون عندك مرشد حتی تتبع التعالیم ویقف هو إلی جانبك في المحن التي ستواجهها.
النبيّ محمّد (ص) جعل الإمام عليّ (ع) وليّ علی المسلمین في آخر خطبة له لأن الإمام عليّ (ع) کان من التلامیذ المتفوقین في هذا الطریق. الإمام عليّ کان المرید الأول للنبيّ وکان عنده ولاء عظیم بالنسبة له في کلّ شيء حتی في الأکل کان یسأل إذا النبيّ أکل من شيء فیقول: سألحق به..... هذا من الولاء الشدید الذي کان عنده
الولایة هي أبعد من الخلافة ولکن جهل النّاس لا یستطیع أن یستوعب ما قاله النبيّ، في الحقیقة الخلیفة نفسه یجب أن یکون عنده الولاء للولي ولهذا لم یقاتل الإمام عليّ ولم یختلف مع أبو بکر وعمر وعثمان علیهم السلام، لأنه کان الولي وهم یکنون له الولاء.... وکانوا یستشیرونه في کلّ شيء وحین اختاروه للخلافة وظهر البعض للمعارضة قاتلهم وحاربهم لأن الخلافة في هذه المرحلة کانت من حقه والمسلمین بایعوه وأکید الإمام عليّ (ع) لن یسمح لأحد أن یضیع حقه.. إذن الولاء للمرشد يعتبر ثقة عمیاء لا جدل فیها.
في فترة زمنیة أدخل بعض الشیوخ قواعد صعبة وصارمة للمرید مثل الزهد والعزلة ولکن لا أساس لها في الإسلام أو العرفان الإسلامي ولهذا نحن أیضاً لا نتبعها هنا.
علی کلّ حال التصوف یعني الصفاء في الفکر والجسم والروح وأن تحس السعادة الداخلیة، وتذکر دائماً إذا لم تتعلم الحروف في الصفوف الإبتدائیة لا تستطیع أن تستمر في الصفوف الأخری وهکذا في العرفان المراحل الأولی مهمة جداً لأنك ستبني باقي الخطوات علیها....
********
الدرس الثاني: أسس الصوفية ومعناها
الدرس الثاني: أسس الصوفية ومعناها

ما هي الخطوات التي یجب أن نتبعها؟
أساس الصوفیة مبني علی سبعة: الطلب والعشق والمعرفة والإستغناء والتسلیم والتوحید والفناء...
ولکن کیف نتعلم هذه الأسس وما معناها؟
کما قلنا من قبل أن العرفان کمراحل المدرسة یعني إبتدائیة ومتوسطة وإعدادیة وکلّ مرحلة لها دروسها الخاصة، وهکذا سنقسم هذه الرحلة إلی ثلاث: شریعة وطریقة وحقیقة.
سنأخذ دروس، الطلب والعشق والمعرفة في الشریعة وسنکمل الباقي في المراحل الأخری.
الطلب هو الإصرار والمثابرة للوصول وللنجاح مع الصبر والتحمل.
العشق هو أن تدخل وتشعر کلّ أنواع الحبّ الموجودة علی الأرض، الحبّ یشمل أنواع کثیرة من حبّ الوالدین إلی حبّ الزوجة والأبناء والآخرین و....
المعرفة هي التعرف علی الدین بسعة صدر ومن دون تعصب ..
هنا نرید أن نتعرف علی الشریعة الإسلامیة ولکن إذا کنت من أي دین یمکنك أن تتبع الخطوات نفسها الفرق هو أن تبحث عن مرشد یستطیع أن یشرح لك الشریعة التي تتبعها بعلم ومن دون تعصب.
الطلب: إنّما الأعمال بالنیات، ولکلّ امرء ما نوی، من جد وجد.
العشق: هو تجربة ولکلّ منّا تجربته الخاصة به إذن یجب أن تعیش العشق. وبالوالدین إحسانا، وخلقناکم أزواجاً وجعلنا بینکم مودة ورحمة، والرفق بالأطفال والأیتام، حب قریبك کنفسك. کلّ هذه الأحاسیس والتعالیم نعرفها ولکننا لا نطبق أي واحدة منها ولهذا نعیش في عالم خالٍ من الحبّ. لا تنتظر الحبّ من أحد أبداً... انظر إلی الزهور تعطر وتعطي الفرح والطاقة من حولها ولا تنتظر أي عنایة، إذا اعتنیت بها تعطر لفترة أطول فقط هذا هو الفرق، وفي کلّ الأحوال تعیش الهدف من حیاتها.
الدین معاملة والزواج نصف الدین
ولو کنت فظاً غلیظ القلب لانفضوا من حولك
الکاظمین الغیظ والعافین عن الناس وبشر المحسنین
کلّ هذه أحادیث وآیات تحفزنا علی أن نعیش الحبّ علی کلّ المستویات...
المعرفة: أتمنی أن یکون عندکم الصبر الکافي علی ما سنتعلمه في المعرفة وأن تقرؤا وتفهموا ثمّ تحکموا بقلوبکم وبصدورکم الواسعة.
حتی أنهي هذا الدرس أطلب منکم أول قدم في المعرفة وهو قراءة القرآن بشکل یومي والتفکّر بما نقرأ. .
بسم الله الرحمن الرحیم، ذلك الکتاب لا ریب فیه هدی للمتقین
لماذا قال المتقین؟ لماذا لم یقل المسلمین أو المؤمنین أوالمحجبین أوالصادقین؟
لأن المتقي هو الذي یضع الله فوق کلّ شيء. وإذا واجة أي مشکلة یضع الله أولاً ثم یحکم علیها.... إذن أول درس في المعرفة هو التقوی.... اتقي الله.
الدرس الثالث: أسرار الصلاة والزكاة

في الشریعة الإسلامیة أصول یجب علی کلّ مسلم إتباعها منها الصلاة والزکاة والصیام والحجاب والغسل وغیرها، ولکن لم یشرح لنا أحد ما فائدة هذه الطقوس؟ ولماذا وضعها الله وهو غني عن کلّ شيء؟ وکذلك اختلف رجال الدین في شرحها إذن من نتبع؟
أرید أن أوضح نقطة مهمة وهي أن أکثر الأقاویل إهانه للصوفیة هي أن الصوفیین لا یتبعون الشریعة یعني لا یصلون أو یصومون أو یؤدون أي فریضة أخری وهذا لیس صحیحاً"لأن أساس الصوفیة مبني علی الإدرك الحقیقي لهذه الأسس والذین لا یتبعونها هم في الحقیقة مستصوفین یعني یقلدون الصوفیین ولا یعرفون شيء عن الحقیقة...
"الذین یؤمنون بالغیب ویقیمون الصلاة ومما رزقناهم ینفقون"
الإیمان بالغیب هو من أهم الصفات التي یجب أن نتحلی بها لأنها ستکون الأساس للإشراق فیما بعد، الإیمان بحد ذاته هو الإحساس بتأیید أو تصدیق شيء لیس موجوداً أو ملموساً، لأن الأشیاء الموجودة لا تحتاج للإیمان لأنها بکلّ بساطة موجوده. إذا قلت لي هذا کتاب، أنا لست بحاجة للإیمان لأنه موجود ولکن إذا قلت لك إني أحبك فأنت بحاجة للإیمان لأنك لا تستطیع أن تراه وکلّ ما في الأمر هناك إحساس شفاف تشعر به أنت وحدك تماماً کأنك تأکل حلوی لا أحد یستطیع أن یشعر بما تحسه أنت، لأن الحلوی في فمك أنت، کلنا نعلم أن طعمها حلو ولکن أي درجة من الحلاوة؟ إذن الإیمان بالغیب هو إحساس شفاف تحسه أنت ولا أحد یستطیع أن یخدعك فیه.
الصلاة والزکاة هي من أکثر الفرائض التي ذکرت في القرآن وفي أکثر الأیات هي مع بعض. لماذا؟ هل الله هو بحاجة لهذا السجود؟ أکید لا... إذن لماذا کلّ هذا التأکید؟
"الله نور السماوات والأرض"
وخلقنا من نور وأثبت العلم بأننا طاقة مکثفة تحولت إلی هذا الجسم. والآن لنبدأ رحلتنا مع الصلاة
هناك غاز یأتي من الشمس اسمه غاز الرادون وهو یحفز الحیاة في الکائنات. وینتشر في الصباح من قبل شروق الشمس وینتهي في العشاء وتتغیر طاقته في ساعات مختلفة في الیوم بمعنی أنه:
في الصباح الباکر یؤثر علی الکبد
في الظهر یؤثر علی القلب والمصران الرفیع
في العصر یؤثر علی الطحال والبنکریاس والمعده
في المغرب یؤثر علی الرئه والمصران الغلیظ
في العشاء یؤثر علی الکلی والأعضاء التناسلیة
کما نری أن أوقات الصلاة بحدّ ذاتها تساعد علی تنشیط الجسم وتغذیته من الطاقة الکونیة. ولهذا یؤکد العلماء علی الصلاة في مواعیدها ولا نؤخر في الصلاة حتی لا نفقد الطاقة...
الوضوء هو من أهم الفرائض التي تزیل الغضب والشیفرة ولهذا یقال إذا أردت أن تضرب ابنك توضی ثم اضربه هذا للرفق به لأن الغضب سیزول بعد الوضوء وکذلك إذا لمست شيء یحمل شیفرة خاصة أو حتی إذا سلّمت علی شخص یحمل نوایا سیئة فبإمکانك أن تغسلها مع الوضوء. تذکر أن الوضوء لیس للنظافة لأنه إذا کان لهذا الهدف کان أمرنا أن نغتسل بالصابون والیوم حتی الصابون وأدوات التنظیف مشفرة، إذن الماء وحده یزیل الشیفرة والأحسن أن یکون ماء جاري لأنه لا یوجد أي احتمال للشیفرة حینها.
لماذا نقرأ سورة الفاتحة في کلّ صلاة سواء إن کانت واجبة أو نوافل ومستحبات؟
نزلت سورة الفاتحة مرة واحدة وهذا یعني أن آیاتها متصلة ببعض مثل الحبل. وطاقتها انکماشیة یعني تؤثر علی الجسم من الخارج إلی الداخل... إذن هي تبدأ من الجسم السابع إلی الجسم الأول.
الجسم السابع – بسم الله الرحمن الرحیم
الجسم السادس – الحمد لله ربّ العالمین
الجسم الخامس – الرحمن الرحیم
الجسم الرابع – مالك یوم الدین
الجسم الثالث – إیاك نعبد وإیاك نستعین
الجسم الثاني – إهدنا الصراط المستقیم
الجسم الأول – صراط الذین أنعمت علیهم غیر المغضوب علیهم ولا الضالین
حین تقرأ الفاتحة کأنك تضمّ الأجسام السبعة والهالة التي تحیط بالجسم وتسحبها إلیك حتی تأخذ الطاقة منها وتغذي جسمك الأول ومن هنا یقال اقرأ سورة الفاتحة سبعین مرة علی الماء لیشربه المریض للشفاء! !! ماذا یحدث؟
نحن نسحب الطاقة من الخارج إلی الداخل ونقوي بها الجسم وکذلك نقرأ الفاتحة علی المیت لأننا نرید أن نسحب الأجسام الستة الباقیة لتخرج مع بعض ولا یحصل إرباك للمیت بعد الموت. أکید قراءة هذه السورة بعد الدفن لا تفید ولا تغیر شيء.
القیام والرکوع والسجود في الصلاة هي رمز للإنسانیة لأنه وحده الإنسان یستطیع أن یقوم بمثل هذه الحرکات ولا یوجد أي حیوان أو نبات یستطیع القیام بها.
التسبیحات الأربعة طاقتها إنفلاشیة أي من الداخل للخارج وهذا لأنك تقرأ الفاتحة في کلّ الصلوات فوضع النبيّ هذه التسبیحات حتی لا تحسّ بطاقة انکماش شدیدة ویکون الجسم متوازن طول الوقت.
إذا صلیّت وأنت تفکر بالطاقة التي تحیط بك وکیف تعمل علی تنظیف الجسم فأکید لن تغفل عن أي کلمة أو حرکة وستحس بطاقة هائلة بعدها... إذن نحن نصلي لأنفسنا ولیس لله وإذا فرضها علینا فهذا لحبّه الشدید لنا.
إذا کانت الصلاة، صلة بین العابد والمعبود وتقوي طاقة الجسم فماذا تفعل الزکاة؟
الزکاة هي صلة بین العباد بشکل عام وضعها الله حتی تتقسم الطاقة.... طاقة الصلاة عمودیة وطاقة الزکاة أفقیة ولهذا تذکر مع بعض دائماً لأنها تکمّل بعضها من حیث الطاقة... وهي تذکرنا، إذا کنت ترید أن یعطیك الله من طاقته ویزکیك في الصلاة!!!
فأنت أیضاً شارك بما تملك من طاقة سواء إن کانت مادیة أوعلمیة أومعنویة هذه هي الزکاة.
الدرس الرابع: عن الحجاب

لماذا فرض علینا الحجاب؟ وما هي فائدته؟
الکثیر منّا یسأل عن الحجاب وأنه لیس من العدل أن أتحجب لکي لا تحدث إثارة عند الرجال، لماذا لا یغضّ الرجال نظرهم وتعیش النساء براحة أکثر؟
سنشرح الحجاب عن طریق علم الطاقة، ولکن قبل کلّ شيء أرید أن أوضح القلیل عن المقامات السبعة.
ما هي المقامات السبعة؟ المقامات السبعة هي نقاط افتراضیة وضعها علماء العرفان لربط الأجسام السبعة ببعض یعني لو فتحنا الجسم لن تری عضو یمثل هذه النقاط ، ولکنها مثل الأزرار تربط الأجسام ببعض ولهذا یقال أنها لیست نقطة بل هي حفرة ویمکن أن تکبر أو تصغر في مواقف مختلفة.
هذه النقاط هي سبعة وتبدأ من تحت الأعضاء التناسلیة إلی الرأس.
وضع العلماء علامات وأشکال وأسماء وعطور وألوان لتعبّر عن هذه المقامات وربطوها ببعض الحالات النفسیة أو المرضیة. نحن لا نرید أن ندخل بتفاصیل کثیرة لأن القلیل منها یکفینا لشرح الحجاب.
المقام الأول : الجنس والخوف
المقام الثاني :الموت والولاده
المقام الثالث : العلاقات العامة (الثقة والغضب)
المقام الرابع : الحبّ والتسامح والکره
المقام الخامس : الحکمة والثرثرة
المقام السادس : البصر والبصیرة
المقام السابع : الوصل والفصل
هناك طاقة تسمی الکوندالیني والتي تستطیع أن توحّد المقامات للوصول إلی المقام السابع.
هذه الطاقة لا تتحرك إلا بالجنس أو بعض أنواع التأمل أو رکوب الخیل (علموا أولادکم رکوب الخیل). المرأة تحتاج إلی رجل حتی تحرر هذه الطاقة ولهذا توجد عندها البکارة وتحافظ علیها إلی الیوم الذي تجد فیه الرجل القوّام وتمنحه هذه البتولیة لیحرك فیها هذه الطاقة التي ستستمر في الصعود لتوصلها إلی الله.
إذن أول مقام هو الجنس، أو بالأحری الزواج وبعد الزواج کلّ امرأه تفکر بالإنجاب. لماذا؟ لأن الطاقة تکون قد وصلت إلی المقام الثاني. وبعد الإنجاب کلّ امرأه تحسّ بتغییر في أحاسیسها وعلاقاتها مع الآخرین تحسّ بثقة في النفس وثبات أکبر وکأنها حققت شيء عظیم، هذا لأن الطاقة وصلت للمقام الثالث. بعدها یکبر الطفل ویکبر الحبّ معه وکذلك التسامح وتری أن الرجل یخون زوجته وهي تسامح وتبقی لتحافظ علی ما لدیها، هذا لأن الطاقة وصلت للمقام الرابع وحین یکبر الأولاد یقولون أن الماما عندها الحکمة وهي تعرف کلّ شيء هذا لأن الطاقة وصلت إلی المقام الخامس.
حین تصل الطاقة إلی المقام السادس تحبّ المرأه أن تزور المقامات وتحجّ حتی تصل للوصل.
الحجاب أو تغطیه المقام السابع لحفظ الطاقة وکذلك للتسریع من صعودها، تماماً کأنك تضع غطاء علی وعاء لتغلي فیه الماء بشکل أسرع. حتی الرجال کانوا یغطون هذه النقطة من الرأس ونری أن أغلب رجال الدین والحکماء یضعون شيء ولو بسیط علی هذه النقطة حتی تتحول الطاقة من الأعلی وتخرج بشکل حکمة من المقام الخامس.
ومن هنا في سورة النور آیة"والقواعد من النساء اللاتي لا یرجون نکاحاً فلیس علیهم جناح أن یضعن ثیابهن غیر متبرجات بزینة وأن یستعففن خیر لهم والله سمیع علیم"
ما معنی هذه الأیة؟ إذا وصلت الطاقة عند المرأة إلی المقام الخامس أو السادس إذن لا تحتاج للحجاب لأن الماء ستغلي من نفسها سواء بغطاء أو من دونه.
تأملوا الآیه جیداً.... إذا وصلت امرأه إلی سنّ الیأس ولا تزال ترید أن تتبرج أو تتزوج فهذا یعنی أن الطاقة عندها توقفت عند مقام الجنس ولم تتحرك فیها وإذا تحرکت لم تستمر بالصعود إذن هذه المرأة لا تزال تحتاج للحجاب.
إذن فریضة الحجاب هي لحفظ الطاقة الداخلیة وعدم إسرافها ولیست لعدم حدوث الإثارة عند الرجال.
و الآن لنشرح الغسل علی نفس الأساس؟ لماذا نحتاج إلی الغسل بعد النکاح أو الدورة الشهریة؟
تذکر أنّ في زمن الرسول لم یکن هناك سخانات لتسخین الماء وکان الاستحمام یکون في النهر أو من ماء البئر والذي في کلتا الحالتین تکون فیه الماء باردة فماذا یحد ث حین تسکب الماء البارد علی جسمك؟ تتنفس بشکل عمیق ولیس مرة فقط.. أقلها ثلاث مرات....
حین تمارس الجنس تنزل الطاقة لتحرك أول مقام وتغذیه، والآن نرید أن نصلي ماذا نفعل؟ یجب أن نرفع الطاقة من المقام الأول... کیف؟ تغتسل بماء باردة وإذا لم تستطیع أن تتحمل الماء البارد اغتسل بماء عادي وقم بتمارین للتنفس العمیق وکأنك أخذت حمام بارد.
إذا فهمت هذه الطاقة جیداً تستطیع أن تحسّ بالفرح دائماً.
هناك الکثیر من النساء حین یدخلون في عالم الروحانیات یدّعون أنهم لا یستطیعون ممارسة الجنس لأنه شيء غیر روحاني... هذا غیر صحیح وهؤلاء النسوة یجب أن تتعرفن علی هذه الطاقة وتتحکمن فیها کما تشئن.
الدرس الخامس: ما هو الصيام وما هو الحج؟

قبل کلّ شيء أرید أن أقول أن ما یحصل الیوم هو أن الصیام أو الحجّ لیس له أي علاقة بالصیام والحجّ الحقیقي، لأن الموازین اختلت ولم تعد کما کانت یکفي أن نتذکر هذه الأیة: "ویطعمون الطعام علی حبه مسکیناً ویتیماً وأسیراً إنما نطعمکم لوجه الله ولا نرید منکم جزاءً ولا شکورا"..
أکید کلنا نعرف هذه الأیة ولکن تأملوا حجم الأکل الذي کان موجود بحیث حین جاء شخص آخر علی الإفطار بات الباقین جوعى، هذا یعني أن الأکل الموجود کان بقدر الحاجة أو یمکن أقل....
والیوم نری الموائد والتبذیر والنوم المستمر في هذا الشهر ونحن هنا بغنی عن ذکر کلّ هذا لأنه موجود.
طاقة الصیام هي الطواف یعني للمرأة عکس عقارب الساعة وللرجل مع عقارب الساعة ولکنك لن تحس بهذا الطواف إلا إذا نظفت الجسم والفکر بمعنی أن الجسم یأکل المواد الحیوانیة الموجودة فیه وکذلك الصیام عن الجوارح ينظف الفکر ونقویها بالصلاة وقراءة القرآن، فماذا یحصل بعد 21 یوم؟ یصبح الجسم یشبه الأرض تماماً ومتناغماً معها وفي العشرة أیام الأخیرة یأتي کن فیکون!!!! کن فیکون لیست بمعنی تحقیق الشيء في ذلك الوقت بل هو تحقیق الشيء کما ترید ولکن أکید کلّ شيء یحتاج إلی وقته الخاص.
هذا هو الطواف الداخلي والذي لا نحسّ به هذه الأیام والطواف الخارجي هو الحجّ!! یعني کلّ الطقوس الموجودة هي لتنظیف الجسم والفکر من الطاقة السلبیة ومن ثمّ في أیام عرفات یأتي الطواف الحقیقي وکذلك کن فیکون..... ولهذا الکفارة في الحجّ هي صیام عشرة أیام لأن الطاقة هي نفسها في کلا الحالتین.
الطواف حول الکعبة والحجر الأسود سبع مرات لتنظیف الأجسام السبعة والرکض في الصفا والمروه لتقویتها.
لنتذکر أنواع الطاقة التي حصلنا علیها فقط من هذه العبادات والطقوس البسیطة المفروضة علینا:
طاقة الصلاة من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل (انکماش وانفلاش)
طاقة الحجاب والغسل صعود ونزول
طاقة الحجّ والصیام هي الطواف مع وعکس عقارب الساعة
هناك طاقة واحده أخری وهي الجاذبیة والتي سنتعرف علیها فیما بعد وهذه هي الطاقات السبعة الحاکمة علی الأرض وإذا استطعنا أن نقوي هذه الطاقات عندنا فسنکون متناغمین مع الأرض بشکل أکبر وهذا التناغم یبعد المرض والتعاسة عنا.
الدرس السادس: الصوفية والقصص

أحد الطرق التي تعتمد علیها الصوفیة في التعلیم هي القصص البسیطة التي یمکنك أن تفهم منها أشیاء کبیرة ومدرستنا تتبع هذا النظام أیضاً، وبما أننا لا نزال في الشریعة فسنستعین بالقصص الموجودة في القرآن حتی نتعلم الهدف منها.
أکثر القصص جدلاً في القرآن هي قصة آدم وحواء، وهي أکثر القصص إثارة للأسئلة التي باتت بدون جواب ولیومنا هذا توجد نظریات علمیة تبحث عن أبانا آدم وأمنا حواء حتی نسألهم عن جنّة الخلد وعن الخطیئة التي ارتکبوها وتحمّلنا نحن عواقبها ....
الحقیقة هي أن هذه القصة لها هدف واحد لم یفکر به أکثر الناس لأننا تعلقنا بالقشور.... نبحث عن أشیاء لا تقدم ولا تؤخر ولکن الفکر لا یزال مشغول بها لیکتشفها!!!!! کیف هبط آدم وحواء علی الأرض؟ هل جاؤوا بسفینة فضائیة؟ أم وقعوا علی الأرض فجأة؟ هل کانوا وحدهم علی الأرض أم نزل معهم ملك أو أحد لیرشدهم ماذا یفعلون؟ آدم کان یعرف الأسماء ولکن لم یکن یعرف الزراعة فکیف عاش وتعلم الزراعة؟ هل کانت عنده بذور أو مؤونة خاصة؟ کلّ هذه الأسئلة لا تأخذنا إلی مکان سوی الضیاع وعلی کلّ حال ما الفائدة من کلّ هذا.. الفأس وقعت بالرأس وها نحن علی الأرض....
لنأخذ استراحة ونفکر بشيء آخر ونسمع قصة أخری "تصوّر أنه في مکان ما في هذا العالم یوجد قفص جمیل جداً وواسع وفیه طائر جمیل یستطیع أن یتمتع بکلّ مکان من هذا القفص وهناك شخص حنون یعطي هذا الطائر کلّ ما یحتاجه من طعام ودفئ وهذا الطائر یحسّ بسعادة کبیرة کلما رأی هذا المالك الحنون وهنا انتهت القصة"
هذه کانت قصة آدم في الجنة، تعلّق بالله وأحبّه إلی درجة نسی نفسه ونسی أنه هو أیضاً من الله وتوجد فیه هذه الطاقة الهائلة من الألوهیّة. فجاء هذا الربّ الحنون وحرر آدم من هذا التعلق... حرره لیتعرف علی الله الذي بداخله.... ولیحظی بحیاة أکمل، الطائر المحبوس في القفص لا یعرف الشتاء والمطر ولا یعرف الحبّ والإختیار لأنه سیحبّ أي أنثی توضع معه في القفص... لا یعرف الراحة بعد التعب ولا یعرف کیف یبني عشاً صغیراً یسعه هو وحبیبته... إذن هو سیفقد أشیاء کثیرة أکید هو لم یفکر فیها من قبل ولکن الله فکر عنه وهکذا حرره وعلمه التمرد والرفض.
هکذا تعلم آدم التمرد والرفض حتی وإن کان خائفاً... أکید کلنا نخاف وأحیاناً نندم علی ما فعلناه ولکن في النهایة کلنا نبحث عن الحریة. آدم جاء للأرض وتعلّم وتعلّم وأکید ضلّ الطریق مرات عدّة ویرجع الله یذکره ویرجع آدم یرفض ویتمرد مرة أخری...
إذن أیها الإنسان الحریة هي أکبر مسؤولیة أعطانا إياها الله فکیف نستخدمها؟ نحارب؟
نجمع المال والسلطة؟
الشهرة والخمرة والمخدرات؟
أعطاني الحریة لأني أنا أیضاً.....؟ أعطاني الحریة لأکون.....؟ أعطاني الحریة إذن سأغیّر.....؟ أعطاني الحریة لاستخدمها......؟
الحریة بیدك افعل ما یلیق بك.......
الدرس السابع: عن العصمة

هل الأنبیاء والأئمة معصومین؟
في کلّ الأحادیث التي نسمعها من رجال الدین تتردد هذه الکلمة، لتذکرنا دائماً بمدی قرب الأنبیاء والأئمة من الله ومدی بعدنا عنه... وکذلك تذکرنا بعجزنا عن الوصول لله لأننا لسنا معصومین والله اختار هؤلاء فقط حتی یخلق السماوات والأرض لهم ولکن لا أعرف لماذا خلقنا؟ وما کان الهدف من ذلك طالما نحن العوام والحثالة وأفسدنا علی الأرض وسفکنا الدماء؟
لنتأمل معاً، إذا کان الله لا یرید أن نخطئ فلماذا أنزلنا علی الأرض وأعطانا الحریة في کلّ شيء؟ لقد کنّا في عصمته ومعصمه إذن ما هو المغزی من الحریة؟
"هل یستوي الأعمی والبصیر"
"وضرب الله مثلاً رجلین أحدهما أبکم لا یقدر علی شيء وهو متکلّ علی مولاه أینما یوجهه لا یأت بخیر هل یستوي هم ومن بأمر بالعدل وهوعلی صراط مستقیم"
"هل یستوي الذین یعلمون والذین لا یعلمون"
کلّ هذه الأیات تدل علی أن الله یحترم الأحرار أکثر ولا یساویهم بالمقعدین الذین لا حول لهم ولا قوة.
ما هذا العدل الإلهی الذي یعصم البعض من الغلط ولا یعصمني؟ إذا کنّا أنا وأنت معصومین لما أخطأنا!! إذن لماذا خلقني؟ حتی أغلط وأکون ممسحة بین یدي الشیطان وهم یصبحون الأولیاء والقدیسین؟
لیست بفضیلة من الله أن تکون معصوماً..... إذا کان طریق الخطأ مفتوحاً للجمیع وکان هناك شخص أوأشخاص یتقون الله ویحاولون أن یتفادوا الخطأ إذن هؤلاء هم أولیاء الله. لکلّ نبي غلطة ذکرها الله في القرآن حتی یذکّرنا أنهم کانوا بشراً مثلنا....
"وما محمد إلا بشر....."
"وما أرسلنا إلا بشراً يوحی....."
...... ولکن...... یؤمنون بالغیب ویتقون الله......
إذن لا یوجد أحد معصوم علی الأرض کلّ ما في الأمر هناك شخص یخطئ وشخص لا یخطئ وفي النهایة لا یوجد صح ولاغلط بل هناك عمل نرید أن نقوم به وعمل لا نرید القيام به....
ترید أن تتقي الله في عمل أولا تتقیه...
أنت حرّ ولك الخیار....
الدرس الثامن: الفکر

الفکر یلعب بنا ویأخذنا إلی ما لا نهایة، أحیاناً یستخدم الوعي وأحیان أخری یستخدم اللاوعي وفي کلتا الحالتین أنت تتبع الفکر....
من القصص المشوّقة في القرآن هي قصة سیدنا موسی، کلنا نعرف کیف کانت حیاة سیدنا موسی وکیف کان خائفاً حین هرب إلی مدین وکیف عاش مع سیدنا شعیب إلی أن وصل یوم الوصل... وسمع النداء وتکلم مع الله ورأی الأیات ورغم کلّ هذا حین قال له الله اذهب إلی فرعون قال: أرسل معي أخي هارون وتصوّر أنه من الذکاء أن لا یذکر الخوف ویقول"کي نسبحك کثیراً ونذکرك کثیراً"
إن الله لیس بحاجة للتسبیح ولا للذکر لأنه بغنی عن کلّ هذا ولهذا کان الجواب أذکی من السؤال، فقال: "إذ أوحینا إلی أمك ما یوحی أن اقذفیه في الیمّ فلیلقه الیمّ بالساحل....... "لقد شرح الله له حیاته من قبل أن یولد إلی یومه هذا لأنه یعرف الماضي والحال والمستقبل وقال أجمل جملة "واصطنعتك لنفسي"
ومع هذا لم یفهمها موسی لأنه حین قابل فرعون أحس بالخوف مرة ثانیة فناداه الله وقال "لا تخافا إنني معکما أسمع وأری"
و مع کلّ الأیات التي شاهدها هارون لم یفعل شيء حین کفر بني اسرائیل وقال "إني خشیت أن تقول فرقت بین بني اسرائیل....."
لنتأمل معاً هذه الأیات المأخوذة من سورة طه، سیدنا موسی أحسّ الخوف حین کان في رحم أمه وکذلك کبر وهو یخاف فرعون لأنه کان یخاف قسوته ومن ثم قتل شخصاً فخاف من الناس وهرب منهم إلی مدین.... إذن الخوف هو الفکرة التي کانت تسود الوعي واللاوعي عند سیدنا موسی حتی حین تکلم مع الله کانت الفکرة سائدة ولکنه لم یعترف بها وصار یضع أدلة وحجج للخوف الذي یشعر به... وفي النهایة کشف الله أمره حین قال "لا تخافا إنني معکما أسمع وأری" وأثبت له أن هارون لیس الشخص الذي یمکنه أن یعتمد علیه لأنه لم یستطیع أن یردّ بني اسرائیل عن الکفر الذي وقعوا فیه.....
إذن یا أیها الذین تؤمنون بالغیب أول خطوة للتعرّف علی الله هي التعرف علی الذات، لأنك إذا لم تعرف نفسك حتی وجود الله لن ینفعك ولن یغني عنك شيء...
إذن لنواجه مخاوفنا وأحاسیسنا ونهذّب أنفسنا ولا نتذاکی بالأدلة والحجج والأسباب... أنا متکبر وأنت تغار وهذا کذّاب والآخر لص..... یجب أن ننظف أنفسنا حتی نکون أهل للرسالة التي اصطفانا الله لها!!! هل تعتقد أن الله اصطنع موسی فقط؟ اذا کان کذلك إذن لماذا کلّ هذا التبذیر في الأرواح والأنفس؟ إن الله اصطفانا واصطنعنا حتی نکمّل شيء في نفسه ولهذا کلنا آیات من آیات الله التي هي لیست في الافاق فقط بل هي في کلّ مکان ولکننا لا نعرفها لأننا لا نعرف أنفسنا.....
إلیکم قصة أخری حتی لا تتذاکی مع الله لأنه في کلّ الأحوال أذکی منك لأنه یعرف ما في نفسك ولا تعرف ما في نفسه.....
کان هناك شیخ کبیر ومعروف یدّعي الإیمان والتقوی ویتظاهر بحب الله والإخلاص له وکان الناس یجتمعون من حوله ویستمعون إلی المواعظ والفتاوي الثمینة التي کان یعطیها وفي یوم من الأیام کان في حال شغف وعشق ووصل فسمع الله یحاوره فقال:
ـ یا الله أنت کبیر وقادر ووهّاب وأرید أن أسألك سؤال.... ملایین الساعات ماذا تساوي عندك؟
قال الله: لحظة
الشیخ: وملایین الدولارات ماذا تساوي عندك؟
قال الله: قروش
الشیخ: اعطیني کم قرش من رحمتك الواسعة
الله: انتظر کم لحظة
الدرس التاسع: سورة الاخلاص

من قرأ سورة الإخلاص أو التوحید ثلاث مرات في الیوم کأنه قرأ القرآن کله"
لماذا کلّ هذا التکریم لهذه السورة؟
في منطقة لرستان في إیران کانت هناك فرقة لها مذهب خاص مبني علی إله کبیر وهو المسؤول الأول والوحید عن الخلق وکانوا یصورونه بشکل رجل وهو یلد وهذه اللوحة موجودة لحدّ الآن في معبد یسمی بمعبد الشیطان في تلك المنطقة، ولهذا اله إله أصغر کان يسمی صغیر وکلّ من هؤلاء کانت له مسؤولیة خاصة، إله الحرب وإله الحبّ وإله الطبیعة وإلی آخره..... ونفس الفکرة کانت موجودة في الیونان یعني کان هناك إله کبیر وإله أصغر وکلّ له مسؤولیته الخاصة.
حین انتشر الإسلام في شبه الجزیرة العربیة جاء العلماء من إیران والیونان حتی یتحاورا مع الرسول فسألوه: هل إلهك الذي تتحدث عنه هو الکبیر أم الصغیر؟
فقال: أکبر
و من هنا جاءت کلمة (الله أکبر) لأنك لو تأملت بهذه الکلمة ستسأل نفسك أن الله أکبر من ماذا؟ من الفکر؟ من الأرض؟ من الشمس؟ وإذا کان کبیر إلی هذا الحدّ لماذا لا نقول عظیم أو أعظم....
ثم سألوه: إلهنا الکبیر یلد فماذا یفعل إلهك؟
فنزلت هذه الأیة: "بسم الله الرحمن الرحیم، قل هو الله أحد، الله الصمد، لم یلد ولم یولد ولم یکن له کفواً أحد."
بعد نزول هذه الأیه أمر الرسول المسلمین بقراءتها ثلاث مرات في الیوم؟؟؟؟
کما تعلمون إن موجة اللغة العربیة هي الطواف ولهذا تطوف حول الأرض ولا تتفکك، والیوم أثبت العلم أن الماء یتأثر بالکلمات یعني إذا قلت کلمة طیبة علی الماء یتحول شکل الماء إلی شکل جمیل وإذا قلت کلمة غیر طیبة یتحول شکل الماء إلی شکل قبیح وهذه الأشکال تؤثر علی الجسم فجسم الإنسان یحتوي علی سبعین بالمئة ماء إذن من المؤكد أن يتأثر الناس في ذلك الوقت باللاوعي وحین دخل الإسلام إلی هذه المناطق لم تحدث حروب کبیرة وکان الناس مستعدین للاستسلام.
و أما الیوم إذا کان النبي (ص) موجوداً هل کان سیأمر الناس بقراءة هذه السورة ثلاث مرات؟؟؟ أکید لا!!
لأننا الیوم لا نحتاج إلی مسلمین أکثر بل نحتاج إلی مسلمین أوعی لأن الإسلام انتشر بشکل کبیر والکثیر منهم ینشرون الفتنة وهذا لیس هو الإسلام والاستسلام...
الیوم نحن بحاجة إلی النصر حتی ینتصر الإسلام الحقیقي، إذن ما هي السورة التي نقرأها في هذه الأیام وکأننا قرأنا القرآن کله؟ سورة النصر، لماذا؟
توقیع هذه السورة بهذا الشکل: بسم الله الرحمن الرحیم
"إذا جاء نصر الله والفتح (4)
و رأیت الناس یدخلون في دین الله أفواجا (3)
فسبح بحمد ربك واستغفره (2)
إنه کان توابا (1)"
کیف ستؤثرهذه الآیات بهذا الشکل: إنه کان توابا... إذن توبوا.....
فسبح بحمد ربك واستغفره.. إذن ذکر الحمد لله واستغفر الله یومیاً..... ورأیت الناس یدخلون في دین الله أفواجا... إذن یدخل الناس في دین الله... ویأتی نصر من الله.
أنت اقرأ هذه الأیة کما هي موجودة في القرآن وتوقیعها سیکون بهذا الشکل علی الکرة الأرضیة وعلی الناس إن شاء الله.
الدرس العاشر: التناسخ

وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذریتهم وأشهدهم علی أنفسهم ألست بربّکم قالوا بلی شهدنا أن تقولوا یوم القیامة إنّا کنّا عن هذا غافلین" سوره الأعراف 172
ماذا تقول هذه الأیة، إن کلّ واحد منّا رأی الله وشهد علیه؟ کیف یمکن هذا ونحن لا نتذکر أي شيء من هذا الحدث الهام؟ کیف یمکن أن ننسی هذه اللحظة العظیمة في حیاتنا؟
تأمل هذه اللحظة، بأي حال ستکون؟ کیف سیکون شعورك؟ کیف ستصف الفرح والسعادة التي تغمرك في تلك اللحظة؟ إذن هي لحظة لا توصف وأکید هذا الکمّ العظیم من السعادة یمنعك من قبول الحیاة وکلّ ما فیها من تجارب.... کیف نترك کلّ هذه السعادة ونعیش في مکان مجهول؟
في الحقیقة غمرتنا نفس السعادة حین عرفنا أننا سنعیش علی الأرض لأننا لم نکن نعلم ماذا ینتظرنا علی هذه الأرض الخضراء الملیئة بالماء والفواکه والطیور وکیف کان کلّ شيء متناغماً فیها وکلّ شيء یسبح الله ویحمده لأنه اشترك في هذا الوجود والکیان العظیم.....
الإنسان بکلّ براءة کان یتبع أحاسیسه ویقبل بکلّ شيء لأنه مستسلم لأمر الله ویعرف هذا الحبّ الموجود بین الخالق والمخلوق ووافق علی هذا الفصل حتی یسعی للوصل.
إذن یا أیها الذین یؤمنون بالغیب لا نستطیع أن نحسب کلّ شيء عن طریق الفکر لأنه لا یتذکر الماضي ولا یعرف المستقبل لندع الفکر لهذه اللحظة التي أتت من الماضي حتی توصلنا بالمستقبل ونفکر بقلوبنا....
إذا کنا رأینا الله ولا نتذکر فهل عشنا حیوات أخری ولا نتذکرها أیضاً؟ التناسخ لیس مذکور في القرآن إذن هو لیس حقیقة!!!
الأدیان لم تتحدث عن التناسخ لأننا عن طریق التناسخ نتعرف علی العلل والأسباب فقط وفي النهایة أنت تستسلم إلی أمر الله وتعرف أن حیاتك مبنیة علی أسس وضعتها في الماضي وبنیت علیها مستقبلك إذن ستستسلم أیضاً، هذه هي السببیة أو الکارما التي یتحدث عنها علماء العرفان.
الکلمات الأخیرة من هذه الأیة تجعلك تفکر أکثر وأکثر (أن تقولوا یوم القیامة إنّا کنا عن هذا غافلین)
ما هذا التحدي کیف سیعاقبنا الله علی شيء لا نتذکره؟ وأین العدل في هذا؟
هذه الکلمات هي رمز علی أي شيء تفعله!!! إذا کان الله سیحاسبك علی شيء لا تذکره فماذا عن الأشیاء التي تذکرها؟؟؟؟ أنت تکذب وتزني وتسعی للسلطة والمال الحرام..... ماذا سیکون الردّ؟ إذن حاسب نفسك قبل أن تحَاسب، لأنك لا تستطیع أن تتذاکی وتقول إني کنت غافلاً، لأنه أعطاك مجال ومساحة بوسع الأرض حتی تتعرف علی نفسك وذاتك ولا تنسی أو تتناسی أن الحساب سیکون علی کلّ لحظة.
"ووضع الکتاب فتری المجرمین مشفقین مما فیه ویقولون یا ویلنا مال هذا الکتاب لا یغادر صغیرة ولا کبیرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا یظلم ربك أحدا" الکهف 49.
.